مات امبارح فى المظاهرة...

فى يوم من الايام

وزى كل يوم عادى جدا مروح البيت وخبطت على الباب

اختى فتحتلى ودخلت قعدت وهى متدايقة قوى

سألتها مالك قالتلى

..فيه اتنين ماتوا فى فلسطين النهاردة

بصيتلها مستغرب قوى

.. ماتوا ازاى

.. ماتوا من رصاص الإسرائيليين

..حاجة غريبة  جدا, طب ماطول عمر الفلسطينيين بيموتوا من اسرائيل ايه اللى حصل يعنى

.. بت عبيطة قوى

بصتلى بصة مش هوصفها وزعلت منى طبعا

فحاولت اغير الموضوع وسألتها عن رشا

وزى مانتوا عارفين

رشا دى بنت ام سماح

رشا اللى شغالة فى السنترال اللى على اخر الشارع

انا بقى هموت واعرف هى حاسة بيا ولا لأ, انا اتكلمت مع رشا وحاسس انها ميالة ليا شوية بس برضو عايز اتأكد

ومافيش قصادى غير اختى الهبلة دى عشان اعرف من خلالها واسألها عنها

.. شفتى رشا النهاردة

.. احنا فى ايه ولا ايه؟ اقولك اتنين ماتوا فى فلسطين تكلمنى عن زفتة

.. ماتقوليش زفتة يا زفتة. اعمل ايه يعنى اتنين ماتوا , مابقالهم 300 سنة دول بيقتلوا دول , خلاص بقى قدمت

ومش عارف ليه كلمتى دى عصبتها قوى

.. ماسمهاش دول بيموتوا دول ,  اسمها اسرائيل بتقتل الفلسطينيين العزًل

.. ايوة مانا اقصد كده , رحتى لرشا؟

.. ايوة رحت وطبعا مش هكلمها فى الموضوع الاهبل ده

طبعا انا اتدايفت من اللى قالته ده لكن هعمل ايه , اختى وهبلة , المهم

نزلت الشارع

عشان اتكلم فى التليفون من السنترال بتاع رشا

وكالعادة طولت هناك شوية,  او طولت كتير , هيا بنت جدعة جدا ومخها كبير وده اللى عاجبنى فيها

وسبحان الله واحدة واحدة لقيت انى ينفع اتكلم معاها

منا اختى اتخلت عنى فإضطريت اتصرف بنفسى

وحكيت لرشا عن موقف اختى من موضوع فلسطين ده , ضحكت قوى وقالتلى

.. أختك دى طيبة قوى

.. دى هبلة

ضحكت اكتر

.. لأ دى رقة , اختك كده حسها مرهف

اول ماسمعت الحته دى اتبسطت قوى

مش عشان بتشكر فى اختى الهبلة لأ, انا استغربت ان لسة فيه ناس بتقول الكلام ده (حسها مرهف) قلتلها

.. يااااه ,, حسها مرهف ,, هو الكلام ده لسة بيتقال عادى , لسة فيه ناس كده

.. معلش انت , اللى اتعودت من المجتمع على مستوى متدنى من الالفاظ

يانهار ابيض (متدنى) هى البنت دى مثقفة ولا ايه؟ امال سنترال ايه اللى شغالة فيه ده, انا حبيتها اكتر كده

عموما هيا حست انى سرحت وشكلى مبتسم ع الاخر, ابتسمِت

وبما انى كدة طولت معاها قوى حبيت امشى

.. طب انا ماشى بقى.. كام؟

.. كام ايه؟

.. المكالمة!

كان باين على وشى قوى السعادة

كنت طاير م الفرحة

حسيت انها فعلا ميالة ليا مش مجرد احساس , ده بجد بقى ,, المهم  روحت

وهناك لقيت اختى لسة زعلانة على الاتنين ماتوا من الفلسطينيين

.. يابنتى اهمدى بقى , هتعمليلنا محزنة عشان اتنين

بقتلى قوى بعنيعا وكأنى شتمتها

.. انت عارف يعنى ايه اتنين يموتوا

.. لأ؟ يعنى ايه يا ناصحة

.. يعنى روحين. اتنين بنى ادمين , ليهم أب وأم واخوات وعيلة واصحاب ,

 كان ليهم طموحات , كان ليهم خطط زيك , كان وراهم مسئوليات  أو حد مسئول عنهم , 

كان ليهم زوجة او خطيبة او نفسهم يتقدموا لبنت زى مانت نفسك تتقدم لرشا , اتنين ماتوا , 

متخيل شكلهم والروح بتخرج منهم , متخيل شكلهم وهما بيحتضروا ,

سمعت الكلمتين دول وصراحة منكرش انهم اثروا فيها وجدا كمانقلتلها

.. أيوة لكن كفاية بقى مش هما يموتوا فى فلسطين واحنا هنا نعملهم جنازة فى البيت , 

ثم انتى المفروض خدتى على كده يعنى

اتعصبت قوى قالتلى

.. يااااااااه , خدت على كده , عايزنى اخد على موت الابرياء كده عادى , كده ببساطة

.. يووووه , كده ببساطة ولا برز بلبن  , احنا مالنا احنا

هزت دماغها ودخلت جوة تعيط

غريبة قوى اختى دى

عارفين؟

لو دى اول مرة نسمع عن حد فى فلسطين يموت كنت اقول عندها حق

لكن دى الحكاية دى قدمت قوى

وخلاص كل واحد فينا اتعود انه يسمع عن خمسة ستة ماتوا هناك

عادى يعنى

وعلى فكرة انا قلبى مش جامد , انا بس بقول اننا خدنا على كده يعنى ,, الموضوع مش جديد , 

لكن انا نفسى محدش يموت والله

 

المهم

 

دخلت انام وانا بسترجع حوارى مع رشا البت اللى طلعت مثقفة دى ,

وانا اللى كنت فاكرها بت بيئة

نمت وانا بفكر فيها وصحيت للأسف على صوت مصطفى بيناديلى عشان نروح نخلص اوراق السفر

انتوا عارفين طبعا انى مسافر السعودية بعد أسبوع

غيرت هدومى ونزلت لمصطفى

وقبل اى حاجة قلتله تعالى نروح السنترال اعمل تليفون , قالى

.. ياااادى رشا يا أخى , ياعم خلينا نشوف مصلحتنا بقى

.. اسكت يازفت مال رشا ومال مصالحنا , هيا عطلتنا فى حاجة , 

ثم ان سفرى للسعودية ده عشان اعمل فلوس وارجع اخطبها

.. ااااااااه , على اساس انك هاترجع تلاقيها

سرحت فى كلمته قوى ورديت بثقة

.. هلاقيها

وفى الاسبوع ده , اللى هو سابق ليوم سفرى اتكلمت معاها كتير , واتقربت منها اكتر , وحبيتها اكتر , 

وهيا حبتنى , وبقى فيه بينا ثقة تخليها تستنانى سنة ,

 هيا مدة سفرى للسعودية , ومتهيألى مش كتير , كأنى واخد شغلانة فى التجمع الخامس , بتحصل

وعشان اربط نفسى بمعاد ماخلفوش , عملت دبلتين مكتوب عليهم تاريخ السنة الجاية , 2012

ولبستها واحدة ولبست انا واحدة

وجه يوم سفرى

وأهم حاجة ماتتنسيش ابدا ان اخر واحدة شفتها قبل ما أسافر اختى , اللى انا مسميها الهبلة , كانت بتعيط

مش عشانى

عشان مات واحد تانى فى فلسطيين ,

وسافرت

حاولت اصبر نفسى طول السنة على فراق اخواتى , وفراق رشا , وكل ما ابص فى الدبلة افتكرها

لكنى عشان ماتعبش نفسيا كنت بقنع نفسى انى مش برة مصر

وانى فى التجمع الخامس عندى شغل كتير وببات برة

وطول الوقت أسال نفسى

ياترى مصر اتغيرت , وارجع اقول لنفسى يعنى هيا مصر اللى 30سنة زى ماهيا , هاتيجى تتغير من سنة سافرتها ,

ارجع اقول سبحان مقلب القلوب , وليه لأ

المهم انى طول الوقت افكر فى كل حاجة تتخيلوها , لكن مابنساش فى ده كله , رشا

وحشتنى قوى


وعدت السنة بالعافية , خصوصا  اخر تلت شهور , لأنى مكنتش بتصل بيهم

عشان افاجئهم بنزولى

ونزلت القاهرة

ومن المطار تاكسى ع البيت عدل , ياللا , 80 جنيه  80 جنيه , مش مشكلة بقى

وخبطت باب البيت زى زمان وفتحتلى اختى برضو , والله اتغيرت شوية سبحان الله

.. بس على فكرة اتغيرتى

.. ياسلام ازاى بقى . بقيت ازاى يعنى

.. انا كنت سايبك هبلة , بقيتى هبلة قوى

.. امشى ياه

وطبعا طبيعى ادور بعينى فى انحاء البيت عشان افتكر زكرياتى من سنة

برضو البيت اتغير شوية , الانتريه ده مكانش هنا خالص

ودهنوا الشقة بلون غريب

بس حلو

واختى فعلا اتغيرت , بتتفرج ع الاخبار عادى من غير ماتعيط ع اللى ماتو

انا كنت بهزر , لكن الظاهر ان مصر كلها اتغيرت ولا ايه

كانت بتتفرج على فيلم شورت وفانلة وكاب

مش على الاخبار كالعادة

اما انا كنت سرحان بقى فى رشا وفى مصطفى

اللى تعب معايا كتير قوى عشان اخلص ورق السفر ده

واول حاجة سألت عنها بعد رشا كانت مصطفى

.. مصطفى بيعدى عليكوا

.. مصطفى مين

.. مصطفى صاحبى ,, مصطفى صدقى

.. الله يرحمه

.. بطلى هبل بقى ,

.. والله بجد , مات امبارح فى المظاهرة

قولتها

.. بطلى هزار بقى انا بتكلم جد

.. مات والله امبارح , مات بطلقة فى عينه من الامن المركزى

.. دانتى لو ماتت فرخة فى السودان بتعيطى عليها , بطلى هبل بقى وقولى بجد

كنت متنرفز وكانت شكلها بتتكلم بجد . لكن مستحيل . سكتت شوية وقامت تقعد جنبى وقالت

.. على فكرة . انا بتكلم بجد , مات امبارح فى المظاهرة


طارق حامد


مبــــــارك ـ الطاهر البرئ

و مسكوا الحرامية

غريبة
طلع وزير الداخلية حبيب العادلى خاين  (خيانة عظمى)
وكذلك احمد عز ورشيد محمد رشيد واحمد المغربى وزير الإسكان وزهير جرانة وزير السياحة
طلعوا خونة
وكل الوزراء المقالين
لأ والتليفزيون المصرى ماسك سيرتهم دلوقتى وكأنهم فعلا مسكوا الحرامية اللى كنا بندور عليهم
ايه الهبل ده
التليفزيون المصرى الاهبل عايز يوصل رسالة وهى
خلاص ياشعب مصر خلاص
احنا مسكنا الوحشين اللى كانو مبوظين البلد,, البلد دلوقتى بقت حلوة وجميلة
وحبيب العادلى الوِحش كمان مشيناه عشان مكانش بيسمع الكلام
كل دول كان مخدوع فيهم مبارك
لكن الحمد لله عرفناهم وظهروا على حقيقتهم ومبارك جاب ناس حلوين يمسكوا البلد

ده مبارك ده طيب قوى


طارق حامد